المرتكزات الدعوية لجمعية العلماء المسلمين الجزائرية

نذكر بداية أن الشيخ ابن باديس بدأ جهاده الدعوي لاحياء روح المجتمع الجزائري المسلم ,بعد عودته من البقاع المقدسة واستمر حوالي ربع قرن أي إلى أن توفي عام 1940م ,ونستطيع ابراز أهم الأسس والملامح التي ترتكز عليها دعوته

: استعاب الواقع

قد يكون من المفيد أن نثبت رؤية الأستاذ مالك بن نبي للواقع الذي بدا العمل فيه الشيخ بن باديس, يقول واصفا الحالة التي عليها الناس"فهذا يرنوا ألى المذهب الكمالي ..وذاك ينزع إلى التمدن الغربي, ومنهم من ينخدر ألى مذهب المادة ..ونرى من بين هؤلاء أولئك عمائم الاصلاح تدلنا على منهاج آخر يقوم على عقيدة صحيحة ,ورجوع الى السلف الصالح , وتغيير ما بالنفس من آثار الانخطاط.," لذلك سعت جمعية العلماء لتغيير ما بأنفس الناس.

لقد استطاع بن باديس رحمه الله ان يدرك جوانب الخلل في الجتمع الجزائري الواقع تخت الاحتلال, والأسباب التي ألحقت به هذه الإصابات وبدأ التفكير في جذور الأزمة أو السبب العميق الذي يكمن وراءها, ولم يغب عنه ولا لحظة واحدة أن صلاح هذه الأمة مرهون بالمنهج الذي صلح به أولها , فلا بد من تعميق الصلة بالقرآن والانضباط بمنهجه.

اصلاح مناهج التعليم:

يقول الشيخ بن باديس رحمه الله لا بد من بعث هذه الامة والاحياء والتغيير والإصلاح ينطلق من القرآن ا لكريم وبيانه النبوي وتوجيهه صوب التربية والتعليم لرفع المعانات وتحرير الضمير,وإعادة بناء الرسالة القرآنية في نفوس الشعب , وإشاعة اللغة العربية في لسانه وحياته الثقافية , وإحداث التفاعل مع القرآن من جديد

إحياء رسالة المسجد التعليمية:

لقد أحيا بن باديس بحلقاته ودروسه القرآنية والحديثية في المساجد’,معاني القرآن وبين أهمية المجاهدة به لإحياء النفوس بعد موتها واسترد رسالة المسجد في التعليم الجماهيري العام وتشكيل الرأي العام ,ذلك أن تثقيف الجماهير من حيث أثره وانعكاسه على الواقع الاجتماعي التربوي هو الاساس للنهوض بهذه الأمة وخروجها من المازق الحضاري الذي تعيش فيه, .

التنبه لدور المرأة: لقد تنبه بن باديس إلى خطورة دور المرأة في النهوض والتحرير وأهميتها في التربية والتغيير والبناء الحضاري الثقافي , وأهمية تعليمها حتى تقوم برسالتها كما شرع الله, وتحسن القيام بوظيفتها في المجتمع , حيث لا بد أن نعترف أن المرأة كانت أحد معابر الاستعمار و الغزو الثقافي أو أحد الثغور المفتوحة في جسم الأمة الإسلامية, لأنها لاحكمت بالتقاليد الجاهلة , بعيدا عن التعاليم الاسلامية , وحرمت من حقوق وواجبات.

لعل القضية الأساسية التي تمحورحولها نشاط بن باديس رحمه الله التعليمي ومرتكزات الهوية الوطنية وحصن الثقافة الذاتية ومقومات أعادة بناء الأمة, وسبيل أدراك لعقيدتها وشريعتها ودينها هي اللغة العربية , لأنها من الدين ولغة الدين على الرغم أنه ينحدر من أصول بربرية, وأنه كان يحسن قراءة الفرنسية وفهمها من هذا المنطلق أدرك دور اللغة العربيةفي الاحتفظ بهوية الجزائر وعروبتها وإسلامها.....يتبع إن شاء الله...العربي جرادي أوراس الأشم باتنة