ان ظاهرة التدين او بمعنى اصح التجمعات الدينية لهي ظاهرة عالمية و هي في هذا القرن الروحي التي تمر به البشرية اكثر حدة و اكثر انتشارا خاصة بعد انهيار المعسكر الشيوعي و فكرة اللادين و تعري المعسكر الراسمالي المادي من كل معاني الفضيلة و القيم المشتركة و القديمة للانسانية جمعاء
و اننا كمجازين او قل كشباب جزائري لم نستثنى من ذلك كله و لقد بدأت فكرة التجمعات الدينية كضاهرة اجتماعية تطال الجزائر منذ السبعينات تقريبا ..عندما ظهرت اولى افكار الأخوان المسلمين المستمدة مباشرة من مصر و التي طالت و بسرعة كل البراعم المعربة انذاك و ذلك لسهولة الافكار و قوة اقناعها ضف الى الممارسة العملية للاسلام الذي كان مفقودا من ذي قبل عند الشباب
و لكن سرعان ما بدات حركة الأخوان تفقد شعبيتها خصوصا بعد الانفتاح السياسي في الجزائر و ظهور الجبهة الأسلامية للانقاذ التي انتقدت و بشدة حركة الاخوان التي لم يالف الشباب الذي كان يتدين تحت رايتها ذلك... و الوقوف عند الكثير من سلبياتها من طرف الانقاذين اثر كثيرا عليها و افقدها شعبيتها
و لان الجبهة الاسلامية للانقاذ لم تكن سوى معركة سياسية فان اغلب الشباب المتدين لم يكن له الحظ ضمن صفوفها رغم مساندته لها و سرعان ما ظهر له جليا فوضى الصراع الفكري الذي كان سببا من قصر عمرها كخطاب ديني متميز يستطيع ان يرسو و لمدة طويلة في الجزائر
و على أنقاض هاذان التياران الكبيران كان لابد من بديل ....
و من بين الفسيفساء الكثيرة للجماعات الدينية المتضاربة الافكار رسى الامر للسلفية العلمية و التي لا يخفى على احد توسعها يوما بعد يوم في الجزائر حتى اضحى القميص القصير و الجلباب اللذان كانا غريبين في الجزائر من الشيئ المألوف و العادي
و لكن حتى هذا التيار المتميز لم يكن البديل الوحيد فبالمقابل سجلت هناك عودة قوية للطرقية في اوساط الشباب الذي اصبح حاضرا و بقوة ان لم اقل المنشط للمواسم وطقوس الزوايا بعد ان كان ذلك من اختصاص الشيوخ و كبار السن فقط
بدون ان ننسى التنصير و اللجوء الى المسيحية كتجربة فريدة من نوعها و غريبة في الجزائر الا انها تضاف الى طرق الخطاب الديني الذي هبت رياحه على بلدنا
و لسنا ندري بعد هذه التيارات أي خطاب جديد سوف نراه في المستقبل خاصة بعد عودة التشيع و الخطاب الشيعي الذي بدأ يبحث له هو كذلك عن مناصرين ......ضمن هذا الشباب المتعطش للدين و الالتزام به وهو يقف حائرا امام كيفيات و قناعات مختلفة و متضاربة على ارض الواقع
اما بالنسبة للمجازين فبفعل عامل السن و فترة الدراسة و الصبى فان الاغلبية منهم ا لا تزال تحن للخطاب الأخواني او ما يقترب منه و تحترمه و ان كانت تفضل بَعدَ التجارب القاسية التي مرت بها الجزائر و مرت بها هذه الفئة بالذات الابتعاد عن كل اشكال التميزالديني او الاختلاف العقدي عن باقي الجزائرين مفضلة احترام قناعات الاخرين بعد كل ما شاهدوه من تجارب المواجهة السلبية و العقيمة كما قات من ذي قبل و التي لم بفز بها سوى الانتهازيون من كل طرف و فئة و حزب و تجمع ......
هذا مجرد تحليل شخصي ......من خلال الالتقاء و التواصل مع شباب جيلنا و الذي جمعتنا بهم الظروف من كل مناطق الوطن الغالي و في كثير من المناسبات.......