صلاة الجماعة عبادة تُحاجك عند الله
الأدلة على وجوب صلاة الجماعة في المساجد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة كثيرة جدا فمن كتاب الله قوله تعالى "يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون"، قال «سعيد بن المسيبِ» رحمه الله: كانوا يسمعون "حي على الصلاة حي على الفلاح" فلا يجيبون وهم أصحاء سالمون، وقال «كعب الأحبار»: والله ما نزلت هذه الآية إلا في الذين تخلفوا عن الجماعة، وقال تعالى "وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين" والشاهد قوله "واركعوا مع الراكعين" وهو نص في وجوب صلاة الجماعة ومشاركة المصلين في صلاتهم ولو كان المقصود إقامتها لاكتفى بقوله في أول الآية "وأقيموا الصلاة"، وقوله تعالى "وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك" ووجه الدلالة من هذه الآية أن الله أوجب أداء الصلاة في الجماعة في حالة الحرب وفي حالة السلم أولى ولو كان أحد يسامح في ترك صلاة الجماعة لكان المصافون للعدو المهددون بهجومه عليهم، أما من السنة فهو ما ورد في الصحيحين عن «أبي هريرة» رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال "لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ثم آمر رجلا فيصلي بالناس ثم أنطلق برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار" وفي صحيح «مسلم» أن رجلا أعمى قال "يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد فهل لي رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب"، وعن «ابن عباس» رضي الله عنهما قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سمع المنادي بالصلاة فلم يمنعه من اتباعه عذر، لم تقبل منه الصلاة التي صلى، قيل وما العذر يا رسول الله؟ قال: خوف أو مرض" رواه «أبوداود» و«ابن ماجة» و«ابن حبان»، أما من أقوال الصحابة رضي الله عنهم فروى «مسلم» في صحيحه عن «عبد الله بن مسعود» رضي الله عنه أنه قال "من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هذه الصلوات حيث ينادي بهن فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف" وقال «علي بن أبي طالب» رضي الله عنه "لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد، قيل ومن جار المسجد؟ قال: من سمع الأذان