الأولياء يشتكون من ارتفاع عدد التلاميذ في القسم الواحد
الاكتظاظ يجبر الوزارة على تحويل مكاتب تابعة لها إلى قاعات للتدريس
بدأت المؤسسات الإكمالية تستعيد توازنها الطبيعي بعد يومين من الدخول المدرسي، حيث تم توفير مقاعد لأزيد من ثلاثة ملايين تلميذ في السنة الأولى متوسط على مستوى معظم تلك المؤسسات، في حين أن المشكل الذي ما يزال مطروحا هو معالجة الاكتظاظ على مستوى القسم الواحد.
وحسب المعاينة الأولية التي قام بها مسؤولون في قطاع التربية الوطنية، فإن ما يؤرق أولياء التلاميذ هو اكتظاظ الأقسام، فقد بلغ عدد التلاميذ في القسم الواحد في عديد المتوسطات والثانويات 48 تلميذا، في حين وصل العدد في مؤسسات أخرى 50 تلميذا، وبلغ عدد أقسام الأولى متوسط في الإكماليات 19 قسما.
وتم على مستوى ولايات عديدة منها المسيلة والجلفة الاستعانة بهياكل تابعة لقطاع التربية الوطنية، منها مكاتب كانت غير مستغلة تابعة لمديريات التربية، حيث تم تحويلها إلى أقسام لصالح تلامذة المتوسط، في حين واجه تلاميذ بعض الأحياء المكتظة في العاصمة صعوبات في إيجاد مقعد خاص بهم، ما جعل الهيئة الوصية تحول ابتدائيات إلى إكماليات، وهو ما تم فعلا بحي المنظر الجميل بالقبة بالعاصمة.
علما أن مشكل الاكتظاظ مس أيضا هذه السنة الثانويات، التي تضاعف فيها عدد تلاميذ القسم الواحد ليصل إلى 50 تلميذا، خصوصا في المناطق الداخلية التي تعاني عجزا من ناحية الهياكل، وهو ما جعل وزير القطاع بن بوزيد يعلن بأن اهتمامه سينصب مستقبلا على الزيادة في عدد المؤسسات الثانوية.
وقد أبدى الأولياء خلال أول يوم من الموسم الدراسي الحالي، تخوفا كبيرا من عدم توفر مقاعد بيداغوجية بالعدد الكافي لاستيعاب أبنائهم الذين انتقلوا إلى المرحلة الإكمالية، رغم التطمينات التي لم يكف أبوبكر بن بوزيد عن تقديمها، مؤكدا مرارا على أنه مستعد للتصدي لما يسميه بتسونامي الإكمالي.
ورغم الجهود التي بذلتها وزارة التربية الوطنية من أجل استيعاب هذا التدفق الهائل للتلاميذ نحو المتوسط، من خلال توفير مقعد بيداغوجي لكل واحد منهم، إلا أن المخاوف ما تزال مطروحة بشأن نوعية التأطير الذي سيتلقاه هؤلاء التلاميذ، ذلك أن الأستاذ أضحى مطلوب منه اليوم أن يضاعف جهوده لتحسين التحصيل العلمي لأزيد من 40 تلميذا في القسم الواحد، بما يتماشى مع الأهداف التي يرمي إليها إصلاح المنظومة التربوية.
وإن كانت وزارة التربية الوطنية قد وفقت نسبيا في استقبال التلاميذ الجدد الذين بلغوا المرحلة الإكمالية، إلا أنها مطالبة اليوم بمضاعفة الإمكانات والوسائل، بما يضمن لهم تكوينا جيدا.
علما أن الهيئة الوصية خصصت تحسبا لهذا الدخول المدرسي 383 إكمالية جديدة، إلى جانب توسيع 3027 قسم، في انتظار استلام هياكل أخرى خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مما سيفك الخناق على عدد لا بأس به من الإكماليات.
الشروق
الإثنين سبتمبر 15, 2008 2:24 am
