عدد الرسائل : 22 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 17/12/2008
موضوع: خاص بمأساة غزة ومواقف الجزائر الإثنين يناير 05, 2009 2:52 pm
بوتفليقة يتسلم رسالة من مواطني غرداية تدعو إلى قرار جريء يقضي باستعمال ورقة النفط لتحرير القدس الشريف
لدى زيارته لغرداية تسلم بوتفليقة وابلا من الرسائل تطالبه بموقف جزائري جريء إزاء ما يجري على الأراضي الفلسطينية من تقتيل وتشريد للشعب الفلسطيني. وقد ذكرت رسالة تم تبليغها إلى يد رئيس الجمهورية، أهمية استعمال ورقة النفط للضغط على المجتمع الدولي من أجل تحرير القدس من البطش الصهيوني، ووضع حد للخنوع العربي إزاء هذه القضية التي تعد قضية الجميع.
وتزامنت زيارة رئيس الجمهورية لولاية غرداية مع موافقة الحكومة الإسرائيلية في اجتماعها الأسبوعي الأحد على استدعاء نحو 6500 من جنود الاحتياط للمساعدة في الهجوم على غزة. وهذه إحدى القصائد المسلمة لرئيس الجمهورية لدى زيارته لغرداية :
غزّة .. ثنائية الموتِ والموت ! أعيروني بعضَ الكلمات لأقوم بخيانة غزّة كما يجب .. إذْ الخيانة ليست سوى حفنة من كلمات عاجزة نقوم بدلقها – حماقةً – على الورق ! *** هناك في عزّة .. حيث الموتُ ليس موسميًا كالأمطار : هو يطلّ عليك من الآبار الجافّة ، من أنابيب الأوكسجين الفارغة ، من النوافذ الباكية ، من المنائر المحطّمة ، من الكنائس الحزينة ، من الطرقات المختنقة بالدم ، من الحوائط النابضة بالقهر ، من خزانة الملابس الفارغة ، من لعب الأطفال المتناثرة ... الموت في غزّة ليس فجائياً أبداً .. بل الحياة هناك تأتي فجأةً ! أن تكون في غزّة ، ذلك يعني أنك محاطٌ بالموت جيداً ، ربما هو الهوية الوطنية التي لا تحتاج إلى ختم ( السلطة ) .. تحتاج فقط إلى قطرة دم ساخنة وبريئة ! *** أطفال غزّة يحسُبون أعمارهم بالدقيقة والثانية .. العمر في غزّة مثير جداً .. هو رحلة حمراء بين طلقات رصاص طائشٍ ، ودخان رماديّ لا ينقطع .. هو لحظة فرار مؤقت .. من الموت إلى الموت ! الطفولة في غزّة ثقافةٌ ممتلئة بالأشلاء .. تبدأ الحصة الأولى صباحاً قبل الدخول إلى المدرسة : حين يتعرّف الصبية الذاهبون إلى الدرس على أشلاء صديقهم المتناثرة في الطريق إثر الغارة الصباحية قبل دقائق ! حين يرون الأخ الأكبر لصديقهم يموت على بعد رصاصتين منهم هناك .. بجانب المقبرة ، حين يرون معلمتهم الحسناء ترجع إلى البيت باكيةً في الصباح إثر مشاجرةٍ مع أحد الجنود أفقدتها الشيء الكثير من أنوثتها الطريّة ...! الطفولة في غزّة قافلة من اللعنات لا تنتهي ... *** الدم في غزّة يأخذ ألوانَ كثيرة : هو أحمرُ قانٍ في عروق الشهداء أسودُ فاجرٌ في أجساد الخوَنة .. *** الدمُ يسيل هنالك بغزارة ، يبدو أنه لا مفرّ من الموت : إما أن تحتضنه ، وإما أن يحتضنك .. *** كذلك الربيع يبدو أسودَ أكثر مما ينبغي ، لا تهطل الأمطار في غزّة من الأعالي ، هي تصعد من الأسفل على هيئات كثيرة : أرواح .. أشلاء .. قطرات دم .. دعاء .. صلاة .. دموع .. صرخات .. طفولة مهدرة .. أنوثة محطّمة .. طرقات مهترئة .. حجارة غاضبة .. وصخب لا ينتهي أبداً ... الربيع في غزّة فصلٌ استثنائي ، يأتي فقط ليشرب الكثير من الحياة الراكدة هناك ...! *** ترضع غزّة ليلاً من ثدي السماء ما يكفيها من الظلام ، لا لتنام ، ولكن لتتظاهر بالنوم ، حيث اليقظة هناك تعني أنك على مقربةٍ من الهلاك .. السماء تمنحهم الكثير من هذه العُتمة ؛ يبدو أنها تهيئهم لصبيحة أكثر دموية ! لا شيء يضيء في غزّة ليلاً ، سوى بعض الإطارات المشتعلة ، والشموع المترهّلة ، والسجائر المحبَطَة ! لا صوتَ في غزّةَ ليلاً ، سوى أنّات الثكالى ، وبكاء اليتامى ، وطقطقة مفاصل الشيوخ البائسين ! الليالي في غزّة لا تلهم الشعراء لارتكاب حماقةِ الشعر ، إذْ ليس هنالك من حبرٍ يكفي ، الوثائق السرية الخائنة التهمت الكثير من الحبر المتدفّق هناك : الوثائق السرية الخائنة عادة تُكتب في الليالي المظلمة ! ليلُ غزّة يحرّض كثيراً على الخيانة
المصدر : أستاذي الحاج داود نجار مدير ورئيس تحرير جريدة الواحة الجزائرية تحية أمازيغية مزابية إلى غزة المناضلة