بطل جديد·· اسمه شافيز
وهكذا، تحول شافيز، الرئيس الفنزويلي، بين عشية وضحاها، إلى زعيم للعرب والمسلمين الذين راحوا ينتظرون عبثا أن ينبعث من قادتهم الحاليين، زعيما حقيقيا يتمثل فيه رمز المقاومة والصمود والبطولة·· شافيز ليس عربيا وليس مسلما، لكن موقفه من الباربارية الإسرائيلية ضد أطفال ونساء غزة، بطرده السفير الإسرائيلي من بلده كتعبير عن الاحتجاج على الوحشية الإسرائيلية، جعله يتحول إلى رمز حقيقي في الوجدان العربي والإسلامي·· إنه بطل من طراز جديد فشل أن يكونه حكام لعهد طويل ادعوا البطولة القومية ودقوا طبول الحرب على أمريكا وإسرائيل، إلا أنهم عندما جد الجد اختبأوا في شرنقة صمتهم، وفشل أن يكونه أشخاص مثل أسامة بن لادن، رفعوا راية الجهاد ضد شعبهم باسم العمل على تحرير فلسطين من اليهود··· شافيز لم يرفع شعارات ولم ينسج أقوالا·· بل أنتج أفعالا·· كان ممارسا على أرض الواقع·· كان بريكسيبسا كما كان يقول ذلك انطونيو غرامشي·· البعض يقول أننا ماذا كسبنا من المقاومة؟! ما كسبنا سوى الضعف والدمار والثأر من أمريكا وإسرائيل، لذا، فالحل في نظرهم، أن نكون واقعيين، والواقعية عند هؤلاء·· أننا يجب أن لا نتحدى إسرائيل وأن لا نتحدى أمريكا وأن لا نقول شيئا حيال مجلس الأمن حتى وإن لم يقم لقضايانا أي اعتبار وانحاز بشكل مفضوح لإسرائيل، وأن لا نذكر كلمة مقاومة، فهي والإرهاب سيان·· وأن لا نطلق العنان لعواطفنا تندد بما تقوم به إسرائيل ضد أطفال غزة، فالمذنب الكبير هو من استفزها بالصواريخ·· والمذنب الكبير هو من فكر في مقاومتها·· إنه فكر الهزيمة، فكر الاستسلام والخنوع·· لذا علينا أن لا نتعجب أن تخرج القوى العربية والإسلام يوما لتطالب أن يكون شافيز هو زعيمها، حاكمها وقائدها·· بالرغم أنه ليس
مسلما ولا عربيا·· لكنه رجل يكره الظلم ويمقت المذلة والخنوع···
منقول من "الجزائر نيوز"ليوم 12.01.2009
الإثنين يناير 12, 2009 12:34 pm
