كتابات مترجمة
منابع السلوك السيىء عند الأطفال
ترجمة: د. محمد حمدي الحجار، تأليف : د. لينكلارك
قد يتساءل الوالدان ، وھذا التساؤل له ما يبرره كل التبرير ، لماذا يلاحظ
على بعض الأطفال خلال مرحلة طفولتھم بعض السلوك العابر المزعج والمسيء للأھل
، بينما يعتري البعض الآخر أنماط السلوك السيىء بحيث يخلق مثل ھذا السلوك
بالنسبة للوالدين مشكلة دائمة ، وأعباء تربوية مرھقة مضنية ؟
الذي لا جدال فيه أن السلوك المقبول التكيفي ، والآخر السيئ المنافي
المرفوض ، إنما يتعززان بالإثابات والمكافآت التي يتلقاھا الأطفال من قبل الوالدين خلال
العملية التربوية . ففي بعض الأحيان ، وبصورة عارضة ، قد يلجأ الوالدان إلى تقوية
السلوك السييء الصادر عن أطفالھما بدون أن يعيا النتائج السلبية السلوكية لھذه
التقوية أو التعزيز ، وھنا يكونان قد خلقا متاعب بأيديھما من جراء ھذا الخطأ في تعزيز
السلوك السيئ .
مثالنا على ذلك إغفال الوالدين للولد عدم التزامه بموعد ذھابه إلى الفراش
الذي اعتاد عليه ، وتركه مع التلفزيون يتابع برامجه التي تجذبه . ھذا الإغفال ھو إثابة
غير مباشرة من جانب الوالدين لسلوك غير مستحب ينشأ عنه نشوب صراع بين
الطرفين من أجل إجباره على النوم في وقت محدد وبخاصة إذا كانت مدة النوم قليلة
بالنسبة للولد ، تجعله في تعب عصبي يمنعه من القيام بواجباته المدرسية البيتية .
لذا فالسلوك غير المستحب إذا ما تم عدم إثابته أو عوقب من أجله ، فإنه سيظل
ضعيفاً غير مرسخ ولا معزز ، سھل الإزالة والمحو ، وأقل احتمالاً في استمراره أو ظھوره
مستقبلاً .