مأساة الأستاذ المجاز

لم أكن أتصور ......أن مدرستي القديمة بجدرانها القديمة سترفضني يوما من الأيام

و أنها ستكون مقصلتي و فوق ساحتها التي لطالما لعبت و ركظت سوف أصلب حيا

و لم أكن أتصور ....أن أساتذتي الذين علموني و ربوني و كونوني لما عدت فرحا اليهم مجازا أحمل ثمرة جهدهم بين يديا..

استضعفوني وسط ضجيج المدارس و كادوا يقتلونني

لم أكن أتصور ......أن فرنسيتي بصرفها الصعب و الذي حفظته و أنا طفل صغير ارضاءا لهم لما كبرت و خاطبتهم بها كفروني و لم يغفروا خطئي و جعلوا منها و مني قضية

و عربيتي بمدودها الطويلة حاسبوني عليها بدون ذنب كأنها عاهة مستديمة

لم أكن أدرك و يا ليتني ما أدركت أن الشهادة في بلدي محظورة و جد خطيرة

و أن في بلدي رجال غيب لم يخبروني عنهم للعيش فيها بركتهم .....مطلوبة

و لم أكن أتصور أن الفرنسي الذي درسوني أنه استعمر بلدي و استباح أرض أجدادي هو في حقيقة الأمر عندهم صِدِّيقٌ نبيا

و أن لا لا فاطمة نسومر لما حاربته أخطأت

و أن الأمير عبد القادر كان غبيا

و أن الثورة برمتها أحجية حكوها لي صغيرا في المدارس و صدقتها أنا وحدي

و لما ذكرتهم بها كبيرا سفهوني و اتخذوني سخريا

و نصحوني أن أنسى شهادتي و كل ما قرأت

و أخبروني أنني معرب ...و أن في المدرسة مناهج غير رسمية

و أنني لست سوى أستاذ مجاز و من أجازني ارتكب كبيرة لا تغتفر

و أن الإدارة ترفضني و الوزارة الوصية

و ان مُرتبي مؤمم و اسمي زائل لا محالة من جرائد الدولة الرسمية

لم أكن أتصور أن أشجار الزيتون التي عشقناها حتى الثمول تتنصر يوما من الأيام

و تجعل من الصليب اختيارا و حرية

و أن تُفرغ من كل معانيها....مناهج التربية الإسلامية

و أنني لما حفظتها عن ظهر قلب اتهموني بالتطرف

و أقنعوني أنني إرهابي و اقتنعت بحسن نية

أو لست أنا التلميذ .......أو لست أنا الذي أنجبته المدرسة الأساسية

أو لست أنا الذي يحن دوما الى الشرق ...

و يخطئ – حتى و لو أصاب - عندما يكتب باللغة الأجنبية

لم أكن اتصور أن الأستاذ و المدير و المفتش ليسوا سوى ممثلين بارعين

و أن حفل ترسيمي كان مسرحية

تقمصوا فيه دور السادة العظام

فيه انا وحدي ......من قمصوه دور الضحية

وفيه سرقوا مني مذكرة تخرجي ....و آلة الحساب

و كل حياتي الجامعية

و لما انتهوا هنؤوني ....و فرحت جدا

كم كانوا كبارا و كنت- رغم أولى شيبات رأسي- صبيا

كم كانوا دهاة و لم أكن لأفقه شيئا

لم اكن أتصوريوما من الأيام ....انك كنت تخدعينني

و أن جدرانك القديمة تحجب ألف حكاية و حكاية

فليتك بقيت يا مدرستي كما كنت دوما في مخيلتي عزيزة كريمة

وليتني ما دخلت الجامعة يوما ما ولا كلية

ليتني ما درست اللغة الفرنسية....في بلدي

و لا حتى اللغة العربية .....

ليتني كنت كالآخرين ...لا أعرف شيئا لا أفهم شيئا... ليتني كنت رجلا أميا

يا ليتني مت قبل هذا و كنت نسيا منسيا ....

بارك الله فيك عندك حق في كل ما تقول ان شاء الله شدة وتزول لأني قرأت في القانون الاساسي بعض من الرتب هي في طريق الزوال وان شاء الله تزول معها العقلية القديمة والتفكير الضيق

ممتاز

Kalam fi samim akhi Riol,lakine lan naskot li tahkik ahlam wa law bassita

باللله عليك يا سيد RIOL
.إلاّ أخبرتني الحقيقة هذا التعبير هل اقتبسته ؟ أم سرقته ؟ أم استلهمته ؟ أم أنا الذي صرت غبيا!!!؟

المهم أنني لم أكذب على نفسي و لم أكذب عليك و ان كنا من نفس الجيل و نفس المدرسة فستعطيني ألف حق

لا أحد يشك في أنها تعبر عن صميم ما يعانيه المجاز، وفقكم الله واعانكم آميــــــــــــــــــــــــــــن

بارك الله فيك