أرى و هذا رأي شخصي
أن الكلام عن نسبية النسبي و نسبية الثابت في العالم الإسلامي اليوم و مدى مصداقية النص المقدس عند الغرب و مدى مصداقية ترجمته عندنا لم تظهر الا في القرون المتأخرة و بالضبط في القرن الواحد و العشرون و الذي لا يخفى على أحد أنه قرن روحي رغم فوضى الماديات فيه
هذا القرن الذي اشتهر بالمجموعات الدينية (les sectes) سواءا في العالم الإسلامي أو في العالم الغربي و اتسم بالهروب من عموميات الأديان الى خصوصياتها و من الظاهر الى الباطن و من الطب الرسمي إلى الطب البديل ...
وذلك راجع الى العولمة و الى تقارب الجميع و تحاور الجميع و مقاسمة الجميع لنفس الهدف و نفس الغاية من الشرق الى الغرب :العيش السعيد ماديا و روحيا
فلم يعد للدين وزنه كما في القديم و حجته
فتساءل المسلمون اليوم عن دين الشيعي و عن عقيدة المسيحي و عن الآخر عموما ليجدوه لا يختلف عنهم و يصبو الى ما يصبون اليه فشككوا في مفهوم الخلافة أو الحاكمية و كيف نفهم كتابنا المقدس أو بالضبط عمن نأخذ تفسيره و ذهب الغربيون الى أبعد من ذلك تجاه دينهم ...ليتفق الجميع لاشعوريا على رفض كل الأديان بكل مفاهيمها و حججها و الهروب الى اللامفهوم أو الباطن باحثين عن المعجزة للإيمان من جديد و في غيابها الجري وراء ما يشبهها ...فتكونت في الغرب الكثير من الجماعات الدينية المعتمدة على معجزاتها و طقوسها الخاصة و في العالم الإسلامي كذلك العودة و بقوة الى فرق التشيع أو الى الطرق عند السنة معتمدين كذلك على المعجزة و الدليل الملموس الخارق للعادة