المنتدى الأول للأساتذة المجازين في الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الأول للأساتذة المجازين في الجزائر

هذا المنتدى يهتم بمشاكل و طلبات و اقتراحات الأساتذة المجازين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 القراءة الاستشراقية للقرآن والتاريخ الإسلامي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أ. زاد
عضو فضي



عدد الرسائل : 252
الاوسمه : القراءة الاستشراقية للقرآن والتاريخ الإسلامي Member
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

القراءة الاستشراقية للقرآن والتاريخ الإسلامي Empty
مُساهمةموضوع: القراءة الاستشراقية للقرآن والتاريخ الإسلامي   القراءة الاستشراقية للقرآن والتاريخ الإسلامي I_icon_minitimeالخميس أبريل 17, 2008 2:09 pm













القراءة الاستشراقية للقرآن والتاريخ الإسلامي Soufi

القراءة الاستشراقية للقرآن والتاريخ الإسلامي
الشيخ الأطرش ونقض النقد

بقلم : أ..دعمـار يــزلي
رئيس قسم علوم الإعلام والاتصال
جامعة وهران
المنطلق
الذي سوف نعتمده في هذه المقاربة، منطلق منهجي ومقاربة مقارناتية:
الاعتماد فيها كان أساسا على « التباين والاختلاف» من حيث « الموقع» ومن
حيث الموقف لكل من الباحث والمبحوث فيه الذي هو هنا الشيخ أحمد الشريف
الأطرش وموضوع عنه حول « القراءة الاستشراقية للقرآن الكريم وللتاريخ
الإسلامي .إننا لا ندعي الموضوعية المطلقة، لكننا ندعي الابتعاد نسبيا عن
الذاتية المطلقة، وهذا عندما نتطرق إلى موقف الشيخ الأطرش من هذه النقطة
بالذات ، الذي هو بالتأكيد موقف من الاستشراق برمته.
يتضح ذلك من خلال
قوله النازع إلى الموضوعية والنقد مما يفي التصحيح وليس بما يفي النقض من
اجل النقض: يقول الشيخ الأطرش في مداخلة له(موضوع هذه المقاربة) خلال
الملتقى الدولي حول « الدراسات الإستشراقية» الذي نظمته كلية العلوم
الإنسانية والحضارة الإسلامية في أبريل 2000 والمنشور بمجلة الحضارة
الإسلامية في العدد 07 عام 2001 : قد تختلف في أن الاستشراق جوانبه
الإيجابية، ولكن لا يحق لنا أن تختلف في أنه صورة من صور الاتصال الحضاري
بين الشرق والغرب، (ص230) كما يصر على التأكيد من جهة أخرى، وفي نفس
السياق على أن الإنصاف يفرض عليه ألا يبخس الناس أشياءهم «لأن منهم
المنصفين كـ: دانيال نورمان الإنجليزي...وغوستاف لوبون .» (ص 235).
من
هذا المنطلق، يبدو الشيخ الأطرش ذلك الباحث عن الإنصاف في كل الأشياء،
والذي هو إنصاف للحقيقة، إنه يريد أن ينصف المستشرقون القرآن الكريم
والتاريخ الإسلامي، كما يريد أن ينصف بعض المستشرقين ممن نقل بعض الكتابات
لكتاب مسلمين للاستشراق في عمومه.
كما نراه من جهة أخرى محمولا بنفس الرغبة في الإنصاف (الذي هو مبدأ علمي وديني أيضا).
يصر
القول على أنه ليست كل ما سماها « بالأخطاء»التي سقط فيها المستشرقون في
دراساتهم للتاريخ الإسلامي للقرآن الكريم...ترجمة، وتفسيرا، مردها للنية
السيئة والتي لا يستعبدها بل يؤسس لها كمنطلق أصلي ما دام أنه يرتبط
تاريخيا الاستشراق بالتبشيرية المسيحية بداية من سقوط الإمبراطورية
العثمانية.....وإنما يقولك« ولا ننكر أن لهم ميزة التنبيه على مسائل لم
نعرها أي اهتمام وحتى أخطائهم كان لها جانبها الإيجابي عندنا، للرد عليها
بالأسلوب العلمي المقنع على أن أخطائهم أحيانا لم تكن مقصودة، فما بجهل
بعضهم بواقع الأمر أو لقصورهم في فهم اللغة العربية.(ص23).
من خلال هذا
التأكيد، يتجلى لنا الموقف والموقع الرصين للشيخ الأطرش في تناوله لأكثر
القضايا حساسية، إنه يتناول حتى المواضيع تعقيدا بأسلس الطرق، إنه يؤكد
على المنهج....وعلى الاقتراب العلمي و المنهجي من مسائل معقدة لا نملك
فيها خيارات كبرى وأدوات علمية موضوعية صارمة. النصوص مبنية هنا على «
النقل» وفي كثير من الأحيان يغيب العقل عند النقل وتغيب معه الأدلة
المادية المقنعة ما يجعل ترجيح« الثقة» و الصدقية » في الشهادات وبالتالي
في المؤلفين التراثيين الطريقة الوحيدة المثلى لتوخي الحيطة والصدفة. في
النقل.
رأينا ذلك مع بداية العصر الأموي وما ظهر فيها من وضع وطرح
للأحاديث وتلفيق و إقتنائية و تأويل أثناء حملة التدوين التي انطلقت
بخلفية سياسية إيديولوجية وليس من خلفية موضوعية علمية. قد نقول أن ذلك قد
استمر إلى ما قبل فترة الأمين والمأمون خلال العهد العباسي.
الشيخ
الأطرش يعتمد على هذا الإدراك الثقافي المعرفي وينطلق من موقع « المنتمي»
أي موقع « المصدق» لا المشكل في النصوص وفي التاريخ الشرعي أي التاريخ
القريب من البعثة والذي نسميه بالعهد الراشدي ذلك أن هذه الفترة، كانت
أكثر الفترات تعقيدا لتأسيس الفكر السياسي الديني مما جعل الكتابات فيهالا
سيما الإستشراقية تتعاظم وتتظافر بغية البحث عن قراءة « غير شرعية»(أي غير
منتمية) لقراءة شرعية للتاريخ «شبه الرسمي» للفترة إياها.
في هذا
المجال بالذات ، نجد الشيخ الأطرش يقتحم التاريخ من باب الكتابات
الإستشراقية ليعيد قراءة مغايرة. إنه يملك ملكة اللغة العربية وأصولها
وفقهها، لكنه أيضا يملك ملكة البحث والإطلاع والتنقيب في أمهات الكتب
التاريخية والفقهية، بفكر مستنير متفتح وعقلاني، لا تتناقض عنده ذاتيته
المنتمية مع موضوعيته الموقفية. إنه ينطلق من كونه مؤمن ومسلم، فهو
بالتالي في صف مغاير للمستشرقين الذين ينطلقون من كونهم إما مؤمنين غير
مسلمين (مسيحيين)،أو غير مؤمنين وغير متدينين أصلا.....إلا أن هذا لا ينقص
من موضوعيته شيئا فالموضوعية لا تعني الانسلاخ من الجلد للتحدث عن الجسد
من حيث هو هيكل عظمي فقط.
نجد ذلك واضحا في تعليقه عن ما يسمى « بحديث
الغرانيق»، حيث يعتبر ما أسس عليه المستشرقون نقلا عن بعض الروايات
التاريخية العربية من أغرب الأشياء.
غير أن الشيخ الأطرش عوض أن يذهب إلى المصدر
1
بقي في حدود « المرجع» ذلك انه لم يذكر« الطبري» ولم يشر إليه، مع انه أحد
من أشار إلى هذا الحديث الغريب الذي تلقفه بعض المستشرقين بلهف ونهم.
منهج
الشيخ الأطرش في التعامل مع هذا الحديث المزعوم، اعتمد على العودة إلى
مرجع نفي لا إلى مرجع ذكر فأشار إلى من كذب هذه الرواية بالاسم:« ومن بين
من كذب هذه الرواية ابن العربي وفخر الرازي وغيرهما…..» يقول الباحث (ص
238) ولكي يعزز رأيه ، يستشهد بقول فخر الدين الرازي في هذا الصدد الذي
يقول : أما أهل التحقيق فقد قالوا:« هذه رواية باطلة موضوعة واحتجوا عليها
بالقرآن الذي مراه « قولا فصلا» إلى التفسير الكبير ج 23 ص5. دون أن يحقق
قول أهل التحقيق هؤلاء ، قد يكون ذلك لدى الشيخ الأطرش من باب تحصيل حاصل،
ذلك أن الإيمان المطلق بالحقيقة المطلقة، لا يكلف أحيانا عناء البحث عن
تأكيد شيئي مؤكد، ليصعب تأكيده.
ما دعانا إلى التفكير مليا هو وصف بعض
هذه التفاسير « الخاصة» من طرف الشيخ الأطرش بالتفاسير الباطنية التي تشكك
في صدقية إصابتها وملامستها للحقيقة، فهو يرى أن « هذه التساؤلات لما هو
غني عن التأويل ، فتحت الباب للباطنية المغرقة ونظائرها لينقلوا بأدائهم
في كلام الله ما ليس منه تحت غطاء.

إن للقرآن ظاهرا يفهمه كل الناس
وباطنا لا يصل إليها إلا الخاصة(ص 239)نجد الشيخ الأطرش يتحدث عن التأويل
الباطني للقرآن باعتباره نهجا مجانبا للحقيقة فيما نجده يستشهد في هذا
المثل بالذات (حديث الغرانيق) برأي باطني....بل برأي أكبر الباطنيين:
الشيخ الأكبر.
قد يكون الشيخ الأطرش يقصد بالتفسير الباطني هنا، نزعة
خاصة وليست مدرسة تاويلية بحد ذاتها.إذا علمنا أن الباطنية لدى الشيعة أو
فلسفة التصوف لدى السنة والجماعة، منهجان باطنيان يتعاطيان التأويل
الباطني باعتباره عين الحقيقة لا ظاهرها، فإنني لا أرى الشيخ الأطرش يريد
به هذه المدارس بالذات بقدر ما يقصد نزعات انفرادية نسميها باطنية أي
تقديرية، قراءة خاصة يرونها خاصة الخاصة دون العامة، وهذه النزعات كثيرا
ما تجانب الحقيقة التي يدعون البحث عنها أو تمثلها.
على مثل هذه
القضايا التاويلية، يمر الشيخ الأطرش ماسحا بعض الحالات التأويلية فيها
الآية الكريمة 21، 22، 23، 24، سورة (ص) حول الخصمين الذين تسوروا المحراب
ودخلوا على النبي داود بنفس الأسلوب المعتمد يحيل الشيخ الأطرش إلى تفسير
ابن كثير عن هذه الآيات في ج6 ص53، الذي يذكر فيه انه قد ذكر المستشرقون
هاهنا قصة أكثرها مأخوذة من الإسرائيليات ولم يثبت فيها عن المعصوم حديث
يجب إتباعه (ص238).
ما كان واضحا وضاحضا لدى الشيخ الأطرش هو الجانب
التاريخي أو بالذات « التأريخي) لبعض الحوادث ولبعض الشهادات التاريخية
إلى جانب فيها بعض المستشرقين الحقيقة، عند جهل أحيانا وعن تجاهل أحيانا
كما أشرنا إلى ذلك في تأكيد الباحث لهذه المسألة.
هذا الشيخ الأطرش يرد
على شارل بروكلمان الذي ينعنه بـ« المعروف نسبيا بالإنصاف» في معرض حديثه
عن الفتنة الكبرى بنسبة محمد ابن أبي حذيفة1 أبوه حذيفة) إلى أبي بكر
بالتبني، عوض أن يقول « مولى» أبي بكر لأن الاسم يشير إلى الأب بالنسب.
يرد الشيخ الأطرش كلام بروكلمان بقوله:« والخطأ ظاهر في كلامه من وجهين
أحدهما: التناقض بين نسبة محمد بن أبي حذيفة إلى أبيه إلى أبيه نسبا ثم
نسبة إلى أبي بكر تبنيا وهذا يعلم أن التبني حرام (ص232).
كما يقف من
جهة أخرى على قول بروكلمان أن أول من اخترع المنبر في المسجد هم عمال
الأمصار في السنة الثانية من الهجرة، ليرد عليه الشيخ الأطرش بأن هذا أيضا
خلافا للواقع، ذلك أن المنبر كان في عهد الرسول محمد (ص) بإجماع المسلمين
(ص232) ويستشهد الشيخ الأطرش بالحديث: « ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض
الجنة» بل ويذهب إلى حد وصف هذا المنبر : « كان الرسول (ص) يخطب عليه
واقفا ليبلغ الناس وكان له ثلاثة أدراج ، ثم في عهد معاوية وولاية بن
الحكم على المدينة حوالي ست درجات»(ص233).
في مسألة المنارات ، يقف
أيضا الشيخ الأطرش ليصح الخطأ: وكان خطؤه(بروكلمان) في أحداث المنارات
(..) والواقع أن أول من أحدث المنارة في المسجد « مسلمة ابن مخلد» زمن
ولايته على مصر سنة 47هـ (667م )(ص 233) يأتي هذا التصحيح ردا على قول
بروكلمان أن « العثمانيين هم أول من احدث المنارة في المسجد في آسيا
الصغرى».
هكذا نرى الشيخ الأطرش يتعامل مع الأحداث التاريخية ومع
الوقائع ومع التأويل والتفسير، من قاعدة أن اليقين المبدئي يبدد التشكيل
النهائي، لا بل يعتمد على قاعدة أن منطلق الاستشراق كان « منطلق نفي» من
اجل تأكيد هذا النفي، بل والتعامل مع شخصية النبي المعصوم كشخصية بشرية لا
غير مما يجعل كل بنائهم الفكري والعقائدي يصب في هذا الاتجاه وفي هذه
الغاية : تعرية وكشف الغطاء عن « نبوة» مزعومة.
من هذا المنطلق نبني
موقف المستشرقين في عمومهم على الإقتنائية والإرجاعية والقراءة التضمينية
التخمينية للنصوص بغية تخويل مسار الفهم والمغزى الدلالي للآيات والأحاديث
أحيانا.
1
وللتعامل
مع هذا« الموقف» وهذا« الموقع » الذي اتخذه أهل هذا الموقف، كان على
الباحث أن يعيد قراءة القراءة الإستشراقية قراءة معكوسة بالاعتماد على
منهج كان السلف قد تعاملوا به وهو التروي في التصديق والتمحيص والغربلة
والتدقيق في جمع الأحاديث وفي تحيرها لتفادي الموضوع منه والمنحول
والمنسوب ذلك أن الشفهية كانت بسمة التأريخ والحفظ والتواتر عن طريق
السماع كان المنهج المتبع في الجمع والنقل.

لقد كان الشيخ الأطرش
يعرف هذا ويؤمن به ويعلم أن ما وصل إلينا قد مر على غربال التدقيق
والتمحيص وان سقط من الغربال ذي الأعين الدقيقة هو ما وصل إلينا، والذي
يعتمد عليه في التفسير وفي الشرح وفي القول والفعل وان ما بقي في الغربال
من قليل الأشياء الذي يقع عليها الإجماع ولم يقبلها العقل ولا الشرع ولا
الواقع هي التي جعل منها البعض مادة لاهتمامهم وأمهات لبنات أفكارهم
سوقوها فيما بعد على أنها « طابوهات » ومسكوت عنها لحاجة في نفس المسلمين.
هكذا
حاول الشيخ الأطرش في هذا الموضوع إعادة طرح إشكالية الصدق والمصداقية على
أسس جديدة: التواتر التاريخي الصادق والقراءة الإعجازية للقرآن الكريم لا
القراءة النصية ولا القراءة الباطنية الفجة أي القراءة التاويلية
الذاتية.....كان منطلقه الصدق والإيمان بصدقية الصادق الأمين والإيمان بأن
القرآن والسنة يتكاملان ولا يتناقضان وبالتالي فإن التأويل ينفيه القرآن
أو تلغيه السنة
لا يمكن قبوله عقليا كما لا يمكن قبوله افتراضيا.منهج
مقارناتي توازني لا يقف عن سقائق الأمور مجادلة ولا يتعامل مع الأحداث إلا
بالعودة إلى الحدث: مرجعه فيه كل التراث الإسلامي ذي المنحى الموضعي لا
العمل الروائي الأدبي الذي كثيرا ما داخله الخيال والوضع والتلفيق والذي
كان للأسف الشديد ملاذا لتأكيد ما لا يمكن أن يتأكد.


وهـــران يوم 01/03/2006








الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
القراءة الاستشراقية للقرآن والتاريخ الإسلامي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الأول للأساتذة المجازين في الجزائر :: المنتدى الإسلامي :: قسم التاريخ الإسلامي-
انتقل الى: