حبها هذه الأرض التي انبثقت منها
سموها لاجئة بعد أن طردها
هذا الغشيم الذي لا يفقه قولها
كثيرا ما انتظرت أن ينتفض اخوتها
أولدت الانتفاضة و لا يمكن اجهاضها
أقسم أبو عمار ألا يطفئ نورها
كما أقسم الرب أن يكون معها
فهب الجميع يرشق بحجارتها
نساءا و شيوخا و حتى صباياها
تعلمن استخدام الخطاف في حين نبوغها
لا تبال ما الحياة فلا طعم لها
دون الحرية و الصون لعرضها
فالموت أهون من خسرانها
أرض ولدت الهمة و الصبر سلاحها
إلى المماة يزف الجميع و النصر هدفها
تحت زغاريد الأمهات تشيع جنائزها
إنه حب الأرض الذي يدفعها
إلى التشبث بذكر الله صانعها
"الله أكبر"دوى عاليا صوتها
و ذاع في الزقاق وصول موكب ملائكتها
نحو السماء ترفع أرواح أبنائها
هذه الأرض من يشد عضدها؟
تنادي هي من بعيد أمن يساعدها؟
فلا تسمع صوى أصواتا تتهافت بعدها
"أبعدي الظلم عنك فقد غفا شقائقها"
و ما أظن الوقت قد حان كي يغيثوها
هاهي ذي الشعوب هبت لمساندتها
ما العمل فزمام الأمور بأيدي حكامها؟
نموت و نلقى الشهادة في رحابها
فداء الأرض المقدسة و ما حولها
مرسى الرسول الأمين فما أطهرها!
أيا عربا و إسلام شدوا رباطها
إلى أرض الوحدة نسترجع مجدها
ماحل هنا و هناك أهون منها
فبعد القضية لا يعظم غيرها
هذه دسائس العدو فتفطنوا لها
واغلقوا باب الخيبة و لا تفتحوها
إلا فاتحين أبواب الخير في وجهها
و لا تسيروا حيث أراد بكم عدوها
فإن سكتم اليوم عنها
يأتي ما هو أدهى منها
فشدوا الأيادي و اجمعوا شملها
هذه الأمة التي أخرجها ربها
تحت شعار الاسلام ارفعوا رايتها
لزهق الباطل و استرجاع قدسها
لنصر أزف بإذن الله ناصرها
اذهبوا نحو الأمام إلى مسجدها
أيا قدس !ما عرفت إلا صورتها
و ما وصلني من الأخبار سوى أسرها
يشدني شوق عميق لرؤياها
كهذه اللاجئة التي أنا من تصورها
أحترق بكاءا على فلسطين و شعبها
شقيقتي التي جمعني اللسان و الاسلام بها
مصلية أن يرفع الله هذا الظلم عنها
و يهب العزيمة الكبرى لشبابها
ويجعل الحجارة شهابا في وجه عدوها
و يمسح دموع الأمهات و يجعلها
ترى أبناءها أحياءا في عيونها
و تجد فلسطين بهاءها بعمرها أو صلاحها
و تحل خيبة على اسرائيل الجرم و عملائها
تهز بها الأرض تحت أقدامها
فترديها جثة خامدة و ماأخبثها!
عليها اللعنة الربانية و سخطها
أتواجه أطفالا عزلا بدباباتها؟
أوجبنت لهذاالحد ؟أين ذكاؤها؟
أو الحجر السجيل أعتى من سلاحها؟
يا للسخرية!تختفي وراء الأسوار بمدرعاتها!
لن يدوم بطشك هذا فلتعلموها
يوم يرد الرب أن يميد الأرض بها
لن تستطيع شيئا و لو تركن في بروجها
اعملي!و اعملي!و الله عالم بما سيأتيها
أياقدس جنت بي الأفكار فخذيها
خذي مني نفسي فأنا أهديها
لتكن يدي يدك لتضربي بها
و لتتحسس رجلي الألغام فتفجرها
خذي روحي إلى أبنائك زفيها
و لك مني كل ما تجديه مهما فيها
فروحي لا تهنأبعيش رغد من دونها
أويطيب لي النوم و هي هناك في حبسها؟
و أنا هنا لا أفعل شيئا لتحريرها؟
خسئت نفسي هذه فيا لضعفها!
ما و جدت سوى أفكارا بسيطة تفجرها
عل و عسى و حبذا لو يصل صيتها
إلى قدسي الوحيدة فتستعيد بسمتها
و تمسح الدموع في أعين أياماها
وتحقن الدماء في أشلاء أولادها
و أرى فلسطين وردة يانعة يعبق عطرها
إلى الجزائر البيضاء يصل شذو ريحها
فتهدأ روحي و تنام بسلام في برزخها
فلتسمعني يا رباه و لتأخذ بيدها
و لتجمع شتات العربية و شعثها
و توحدالكلمات و تستعيد هيبتها
و ترمي باللاءات هكذا كان ماضيها
و تسقط اسرائيل و تلقى حتفها
على أيد صغار ينبذون ذكر اسمها
و أنا منهم فلست من يخشى ظلمها
فنحن أبنا ثوار محرري أختها
الجزائر التي أعطت درسا لعدوها
و أرغمت أنفه و لليوم لازال يكيد لها
أيا فلسطين أنت جزائري التي نبغت فيها
من بعيد و لم أصل بعد في مسجدها
هذا شوقي لك منهمر فمن يحمله إليها؟
فيا ذاهبا في الخفاء بلغ سلامي لها
و أوصل صلاتي و دعائى كي يحفظها
الرب الجليل الذي اختارابتلاءها
فالفرج أكيد أت فبإذنه ينفس عنها
بعد طول زمان يكسر قيودها
ونصلي في فلسطين العروبة بمسجدها
فلتغفر لي يا رباه و لقارئها
و لتعفو عن أي كلمة نسيت ذكرها
و لتصل على محمد الأمي يامن قرأها و وعاها