المنتدى الأول للأساتذة المجازين في الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى الأول للأساتذة المجازين في الجزائر

هذا المنتدى يهتم بمشاكل و طلبات و اقتراحات الأساتذة المجازين
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تحفظات كثيرة بشأن الاهتمام بحوار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أ. زاد
عضو فضي



عدد الرسائل : 252
الاوسمه : تحفظات كثيرة بشأن الاهتمام بحوار Member
تاريخ التسجيل : 23/03/2008

تحفظات كثيرة بشأن الاهتمام بحوار Empty
مُساهمةموضوع: تحفظات كثيرة بشأن الاهتمام بحوار   تحفظات كثيرة بشأن الاهتمام بحوار I_icon_minitimeالثلاثاء يونيو 10, 2008 9:19 pm


نقلات لازمة:

هناك
تردد شديد – وبخاصة في صفوف المسلمين
- وتحفظات كثيرة بشأن الاهتمام بحوار
الأديان، والدخول في أنشطته ودوائره،
وأغلب التحفظات مبنية على أساس إدراك
يحتاج إلى إعادة نظر في حد ذاته.

فهم
ينظرون إلى الغربيين مثلاً بوصفهم
"أهل الكتاب" الذين تحدث القرآن
في مواضع عن عداوتهم للمسلمين، وبأن
الحوار معهم لا طائل من ورائه، وأن
الإسلام بوصفه الدين الحق لا يحتاج
إلى الحوار مع أهل الباطل إلا إذا
اعترفوا به، وسلموا له... إلخ.

]وهذا
منطق خاطئ وإدراك معيب أصلاً يتجاهل
آيات قرآنية تدعو للجدل بالحسنى،
ويُسقط التاريخَ من حساباته فيتخبط
في رؤية الواقع ويتسرع في إصدار أحكام
على أسس خاطئة.

ففي
التطور التاريخي الغربي تخلصت أوروبا
من سلطان الكنيسة الدنيوي/ الزماني،
وفصلت بين الكنيسة والدولة،
وتدريجيًا تخلصت من سلطان الكنيسة
الديني نفسه فذهبت تبحث عن عقيدة ودين
خارج أسوار الكنيسة التي رأتها
عالية، وخارج عباءة القساوسة التي
رأتها ضيقة.

أديان
الكنائس التقليدية لا يعتنقها اليوم
أغلب الناس، فضلاً عن انتشار الفرق
والطوائف، والانقسامات التي تقيم كل
واحدة لنفسها كنيستها الخاصة بها، أو
لا تقيم كنيسة من الأساس، وهناك حركة
هجرة وعزوف عن التيارات الكنسية
الأساسية تاريخيًا إلى أفكار
ومعتقدات بعضها يتضمن تركيبًا من
عقائد تنتمي إلى أديان مختلفة، وقد
تسمع عن جماعات دينية تبحث عن حنيفية
إبراهيم، أو عقيدة نوح أو غير ذلك...

هناك
حركة دائبة للبحث والمراجعة والتقليب
والنقاش ترتكز على أهمية مبدئية
للدين، ولكنها تضرب في كل اتجاه بحثًا
عن الحق، وفي نفس الوقت يصرّ العديد
من المسلمين على إدراك ناقص مشوه
لكثير من أفكار ودوائر الحوار بوصفها
وجها من وجوه المؤامرة التي تستهدف
الإسلام.. ويتعاملون معها بكثير من
القوالب اللفظية التي تعودنا على
قراءتها وسماعها من قبيل "الاختراق"
و"الدسائس".

الدين
بالمفهوم الذي نعرفه ونعيشه ذهب من
حياة ملايين البشر حول العالم، وهم
اليوم يبحثون عن روحانية قد تتجلى في
الفنون، أو علوم النفس، أو الغيبيات،
ويبحثون عن طقوس عبادية تريحهم من
عناء المادية القاسية التي تسحقهم
سحقًا، ويبحثون عن اجتماع مع آخرين
على حدود معقولة من القيم والمعالم
الأخلاقية والسلوكية، والترابط
الأسري والاجتماعي... وهذا كله يجد
تعبيراته السياسية في المجتمعات التي
تنتخب ممثليها، وتصنع فيها الناس
برامج أحزابها.

]وكثير
من المسلمين لا يرى الصورة بمجملها،
ولكنه قد يرى موقفًا أخلاقيًا
محافظًا – من قضية بعينها - يتبناه
فريق أو تقول به جماعة ضغط معينة
فيحسب أن هؤلاء أقرب لموقف الإسلام
والمسلمين على طول الخط، والأمر أعقد
من هذا بكثير، ولكن أغلبنا لا يعلم
هذا ولا يستوعبه.

ونرى
أنه لكي تستقيم الصورة وتتضح الرؤية
فإنه من الأفضل أن نضع "حوار
الأديان" اليوم في سياقه الأنسب
الذي يبدو الأكثر تعبيرًا عن طبيعته..
ألا وهو "حوار الحضارات"، ولكن
لكي يكون حوار الأديان حوارًا
للحضارات فلا بد - في تقديرنا - من
نقلات أساسية لازمة نوجز بعضها فيما
يلي:

(1)
من حوار الأنا والآخر إلى حوار الذات
الإنسانية ومنازلها:

الأنا/ الذات في مقابل الآخر/ المختلف
تفرض ثباتًا حيث لا ثبات، واستدعت
عبوة من المفاهيم والتوابع ظلت تنسب
الشر إلى جهة متحيزة، ورسمت له –
وللخير بالتالي - صورة بدائية بسيطة،
وبالتالي فالذات أحيانًا تكون بريئة
كالحمَل، وضحية لمؤامرة من الآخر "منبع
الشرور" و"مستودع الآثام"،
وأحيانًا تكون الذات بمثابة الذئب
الضاري الذي ينبغي أن نطارده لنشبعه
ضربًا وجلدًا، وفي الحقيقة أن مفهوم
الخير والشر أعمق من هذا وأكثر
تركيبًا.

وعليه
فإننا نعتقد أن الفصل المتوهم بين "أنا"
ثابتة محددة متبلورة، و"آخر" له
نفس الثبات والتحديد والتبلور، نحسبه
فصلاً متعسفًا جر معه بقية "العبوة"
الخطأ مثل: القبول والتسامح... إلخ،
بينما الإسلام طرح فهمًا أرقى وأعمق
عن شك مستمر في الذات – رغم الاجتهاد
في تحري الحق - وشك مستمر في المصير
والخاتمة، والباطن والتقوى، لا
ليتحول الأمر إلى حالة من الوسواس
القاهر المتسلط، ولكن لنرى الذات
منزلة من منازل الآخر، ونرى الآخر
منزلة من منازل الذات في دورة واحدة
دائمة ودائبة لا تتوقف، ولا تنفصل
فيها منزلة عن منزلة إلا إلى حين،
فالشر كامن في النفس، وفي كل نفس،
ويحتاج إلى عون لمحاربته. وفي إطار
نفس التصور يمكن أن نرى "الهوية"
كحالة متحركة دينامية لا تكف عن
التشكل والتبلور، والتداخل
والتشابك، والانكماش والتمدد
الداخلي، وهذا مخالف للهوية كمادة
صلبة تتراكم طبقاتها أو تنكسر تحت
الضغوط.

الهوية
كائن حي ينمو ويتنفس، ويكتسب خبرة
وثراء بالتفاعل والتنوع، ويختنق
بالعتمة والقيود، والانغلاق
والتضييق، ولو كانت كلها مبررات حسنة
النية، وتدابير حماية.

ولقد
تجدد إيماننا، ورأينا نعمة الله
علينا حين أدركنا بوضوح أعماق حِكم
وأسرار هذا الدين، ولم يكن ممكنًا هذا
بدون أسئلة وتعليقات سمعناها من
آخرين يرون في الإسلام ما لا نراه من
واقع خبرات إنسانية وثقافية وحضارية
مختلفة، وكذلك فهمنا سنة الله في
الاختلاف بين البشر، وكيف يتكامل هذا
الاختلاف ويتدافع رأي العين.

](2)
من اللاهوتي إلى الواقعي:

هناك
لكل اعتقاد أصول إيمانية وفلسفية
يتجاوز بعضها النقاش العقلي بالمنطق
المادي إلى الإيمان بغيب، ولكل
اعتقاد تجلياته في السلوك والحياة
عامة، والحوار الفعال هو الذي يستطيع
التجرد لما يمكن البناء عليه من أصول
إيمانية انطلاقًا إلى إدارة أفضل
لحياة الناس على مختلف مشاربهم. وهنا
تكمن إضافة الدين للحياة وواقع
الناس، وبخاصة ما يجمعهم وينفعهم.

ولقد
رأينا العديد من الجهود تحاول طرح
مسائل الاعتقاد للنقاش والمقارنة،
وهذا شأن المهتمين والمتخصصين "في
أحسن الأحوال"، ولن يصل إلا إلى فهم
أوضح لحجج كل طرف، وهو يصلح لدراسات
الأديان المقارنة في الجامعات..
والأولى من ذلك في دوائر الحوار التي
تضم الناشطين الاجتماعيين ودوائر
المجتمع المدني العالمي فهم تجليات
هذا الإيمان، والعطاء المتبادل الذي
يمكن الحصول عليه - "تعارفاً" -
وتعظيمه واستثماره لمصلحة صاحب
الاعتقاد، ومن حوله، والناس جميعًا.

]وهذا
لا يتنافى مع أن كل صاحب إيمان محتاج
إلى مراجعة مستمرة، وتأمل دائب فيما
هو عليه، وبدون هذه المراجعة يصدأ
الإيمان ويتآكل ويضعف، وبدوام هذا
التأمل يتجدد الإيمان ويصقل، ويترسخ
في النفس مستعصيًا على شتى صنوف الفتن.

(3)
من النخبوية إلى القاعدية:

دون
أن يعني ذلك التقليل من أهمية دور
النخب، إلا أن الدخول بالحوار في
قطاعات أخرى، ومستويات متعددة أصبح
ضرورة لازمة لخلق حالة حوارية عامة
تنضج عقلية منفتحة ناقدة مرنة
متفاعلة تتجاوز أساليب التلقين
والتقليد والترديد الشائعة في تلقي
العلم، وتداول المعرفة في مجتمعاتنا.

]والحوار
القاعدي يتضمن الفعل المشترك اليومي
والتعاون على البر والتقوى، وتحسين
ظروف العيش وحل المشكلات الواقعية،
ونمو التعارف والتواصل العميق الذي
يحترم التنوع ويستثمره لمصلحة
الجماعة الوطنية بدلاً من أن يكون هذا
التنوع سببًا ومقدمة للشقاق والحرب
الأهلية المسلحة أو "الثقافية".

الانتقال
إلى القواعد يعني الانتقال من الطابع
الاحتفالي لحوارات الأديان إلى إيقاع
يومي نشيط.
ومن
بين أهم مسارات نقل حركة الحوار من
النخب إلى قطاعات الناس يبرز "عالم
الدين" بوصفه جسرًا بين ثقافة
النخب الناشطة، وحركة الناس النابضة
بالحياة، ومن الخطأ أن نظن أن تيار
الروح والمعرفة والتجديد يسير في
اتجاه واحد فقط فوق هذا الجسر.
"ثقافة
الداعية" سؤال كبير في هذه المرحلة
لأنه لا يكفي أن يعلّم الناس شؤون
دينهم بل ينبغي أن يستوعب بعمق شؤون
دنياهم، ويكون نافذة لهم على العالم،
كما يكون بابًا من أبوابهم إلى العلم
النافع في يومهم، أي: معرفة زمانه
واستقامة طريقته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تحفظات كثيرة بشأن الاهتمام بحوار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى الأول للأساتذة المجازين في الجزائر :: المنتدى الإسلامي :: قسم حوار الأديان-
انتقل الى: