مهزلة الاصلاح ومضحكة امتحان علوم الطبيعة والحياة.
الواقع اننا كأساتذة وبدون استثناء لا نزال نريد ان نتعلم ونستفيد في جميع المجالات كما نسعى الى تحسين المستوى المعرفي والعلمي وقدرات تلاميذنا عبر الوطن بكل ما اوتينا من قوة وارادة باعتبار مهنة المربي اقدس مهنة لدرجة وصف المعلم بالرسول (كاد المعلم ان يكون رسولا) ، غير انه وبكل اسف شديد ما نلاحظه كواقع في الميدان لا يعكس تماما ما يبذل من مجهودات لتكوين جيل كفء بالمعنى الحقيقي ، ما يبنى من طرف المربي يهدم وبعنف من طرف وزارة التربية وبن بوزيد بالخصوص وهو ما اكدته امتحانات شهادة التعليم المتوسط وطبعا نفس الشيء مع الامتحانات الاخرى (نهاية المرحلة الابتدائية وشهادة الباكالوريا ) .
بدون النظر الى جميع المواضيع المطروحة في شهادة التعليم المتوسط نسلط الضوء على الموضوع المقترح في مادة علوم الطيعة والحياة باعنبارنا اساتذة المادة اين يمكن ابداء اراء تختلف ربما من استاذ لآخر وقد تكون آراء متشابهة وهذا حسب القناعات المتوفرة عند الاستاذ ، فلنتساءل ايها الزملاء عن شكل الموضوع أولا : بحق الاله ، هل لورقة الاسئلة شكل يليق حقا بامتحان وطني رسمي يقدم بهذا المظهر للتلميذ؟
هل المحتوى العام للإمتحان يتماشى مع حجم برنامج السنة الرابعة متوسط ؟
هل يمكن اعتبار حقيقة الجزء الثاني وضعية مستهدفة يمكن للتلميذ دمج وتوظيف معلوماته ومكتسباته في برنامج السنة الرابعة متوسط وتحقق كفاءة ختامية؟
ألا تستحي وزارة التربية الوطنية وعلى رأسها ما يسمى بن بوزيد هذا من تقديم موضوع في شهادة التعليم المتوسط لا يليق ـ في اعتقادي ـ حتى كواجب منزلي يعطى للتلميذ؟
عندما نعود الى التصحيح النموذجي المقدم للمصححين في مراكز التصحيح والذي يشترط على المصحح احترامه وعندما نتأمل في الوضعية المستهدفة (ان اعتبرناها حقا وضعية) كيف يعقل ان يقدم التلميذ اجابة خاطئة ويكافأ بعلامة وكمثال على ذللك عندما يقدم الاجابة التالية: المرض غير وراثي .....ففي الوجاهة وحسب وزارة التربية فالتلميذ هنا يتحدث عن موضوع وراثي وجب عليه مكافأته بعلامة على اساس انه في سياق الموضوع وهو الوراثة...والكلام طويل عن الاسئلة الاخرى لا يتسع المجال ربما لمناقشة كل الامور....
عندما ننظر الى التمرينين الاول والثاني في الجزء الاول من الموضوع نجد انهما عبارة عن اسئلة لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تدفع بالتلميذ مهما يكن مستواه الى بذل أي جهد للاجابة عنهما لدرجة انه يتصور مادة علوم الطبيعة والحياة مضحكة ولا وزن لها وقد يستغرب هذا التلميذ لماذا يبذل الاستاذ كل هذه الجهود خلال السنة الدراسية من اجل ايصال المعلومات وتعليم الكفاءة للتلميذ ما دامت الاسئلة تعطى بهذه الرداءة والمسخرة واللامسؤولية....
لست ادري كيف يمكن تكوين أجيال اكفاء وأعمدة الدولة في المستقبل بهذا المنهج من الدراسة وبهذه المسخرة من المواضيع التي تمحي كل اثر لجدية الاصلاح وتربي اجيال على قواعد هشة وبتفكير ساذج لهذه الدرجة من الرداءة والانحطاط...
استغرب حقا الى ماذا يخطط هذا الوزير وما هو هدف الوزارة عندما تحدد الدروس في شهادة الباكالوريا للتلاميذ وعندما يمنح للتلميذ زمن نصف ساعة اضافي وموضوعين للاختيار ومن ثم المطالبة بدورة ثانية للباكالوريا .... بالله عليكم يا زملاء هل لهذه الامتحانات فيما بعد مصداقية مهما كانت نسبة النجاح فيها؟؟؟ أجيبوني من فظلكم.
ما ينطبق بالضبط على منضومتنا التربوية في الحقيقة هو ذلك الكاريكاتير المقدم للسيد الوزير في حصة منتدى التلفزيون اين تم رسم مجموعة من التلاميذ في صف واحد امام مدخل احدى المتوسطات وهم قادمون من المدرسة الابتدائية بحيث كان آخرهم في الصف له أذني حمار وتم التعليق عن الكاريكاتير من طرف الوزير بما يلي: المدرسة الجزائرية مفتوحة للجميع ولا يجوز اقصاء أحد .... يا للروعة ، هذه هي الكفاءة عند الوزير والا بلاش كما يقال بالمصرية ... انها حقا وضعية مستهدفة عند وزير التربية في الجزائر.....
هذا رأيي الخاص زملائي ..... فاللهم اغفر لي ان كنت على خطأ .
الأحد يونيو 22, 2008 12:20 pm
