شِرك إبليس وإغواؤه للعباد
قال صاحب كتاب «قصة الخلق»: روى «أحمد» عن «جابر بن عبد الله» عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم يفتون الناس وأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة للناس"، وإبليس يحاكي الله عز وجل كفرا منه واستكبارا، فإذا كان للرحمن عرش فإنه يتخذ لنفسه أيضا عرشا، وروى «البخاري» و«مسلم» عن «الزهري» عن «سالم» عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قام إلى جانب المنبر فقال: "الفتنة ها هنا من حيث يطلع قرن الشيطان" أو قال "قرن إبليس"، وروى «البخاري» عن «عمر» رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا طلع حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تبرز وإذا غاب حاجب الشمس فدعوا الصلاة حتى تغيب ولا تحينوا بصلاتكم طلوع الشمس ولا غروبها فإنها تطلع بين قرني شيطان أو الشيطان"، فهذا الحديث وغيره يبيّن مكان العرش وبالتالي مكان المستقر لأن الشمس عندما تصل إلى مستقرها في نهاية وبداية سيرها يكون الشيطان منتصبا تحتها بقرنيه كأنها تسجد له وتستأذنه، هكذا يوهم نفسه وكأن عبّاد الشمس الذين يسجدون لها في طلوعها وغروبها يسجدون له، هكذا وجد الشيطان أنسب مكان لعرشه وجعله مستقرا تحت مستقر الشمس حيث تسجد هي لربها وحيث يسجد لها عبادها.
"وقل ربي أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك ربى أن يحضرون "