أكد كاتب السيناريو المعروف الفلسطيني، د. وليد سيف،"كاتب مسلسلات التغريبة الفلسطينية وربيع قرطبة وعبدالرحمن الداخل صقر قريش" أن أسوأ طريقة لخدمة قضية عادلة مثل القضية الفلسطينية، هو أن تقدمها من خلال عمل فني ضعيف، موضحا أن الدراما يمكن أن تلعب دورا في حراسة الذاكرة.
وأشار إلى أن العمل الفني لا يتحمل الخطاب الوعظي المباشر، لأنه يجب أن يترك للمتلقي مساحة للتأويل والقراءة، وأن أسوأ الأعمال الفنية هي التي توجه رسالة مباشرة وفجة للمشاهد.
وشدد سيف على أن الذرائع التي يسوقها عدد من الكتاب والمبدعين والمنتجين، لتبرير التقصير تجاه القضية الفلسطينية مبالغ فيها، لأنه مهما كان النظام السياسي صلبا يمكن تحقيق اختراق فيه.
وقال 'إن الإبداع والتميز له ارتباط بامتلاك الكاتب لأدواته وله صلة بالموهبة والقراءة والمتابعة، وأن ارتباط ولادته بنكبة شعبه، كانت دافعا لتقديم المزيد للشعب الفلسطيني، وتابع ' أشعر دوما بأنني مهما قدمت لشعبي وقضيتي لا أوفيهما حقيهما وبالتالي أعيش في هاجس أن علي أن أبذل وأقدم المزيد'.
وأضاف 'لا يمكن أن أنسى لحظة واحدة، صورة اللاجئين الذين أقاموا في خيام إلى جانب منزلنا في مدينة طولكرم خلال الخمسينيات من القرن الماضي، كان مشهدا يوميا من المعاناة والمآسي التي تربيت عليها'.
ولفت د. سيف إلى أن الدراما العربية مطالبة أكثر من أي وقت مضى لتقوم بدورها لحماية الذاكرة الفلسطينية، وكذلك حماية الخطاب الوطني ومفهوم الوطن الفلسطيني، دون الوقوع بمطب تحويل الشخصية الفلسطينية لشخصية مثالية.
وقال 'نريد مادة درامية تنطلق من الخاص الفلسطيني وتتجاوز خصوصية الظرف وخصوصية المكان والزمان، ولا تخاطب الشعب المعني بقضية ما، بل الضمير الإنساني'.
وأضاف 'مطلوب من المبدع دائما الحفاظ على الرواية التاريخية، وأن يكون حارسا للذاكرة الفلسطينية، لأنه من الخطوط الحمراء إعادة كتابة التاريخ وفقا للتطورات المستجدة.
وناشد سيف أبناء شعبنا وقيادته بإنجاح المساعي الجادة لرأب الصدع، وتعزيز الوحدة الوطنية، لأن استمرار حالة الانقسام يضر كثيرا بقضية شعبنا العادلة.
وأوضح أن مسلسل التغريبة الفلسطينية، تمكن من إحياء ذاكرة كانت مهددة بالطمس لا سيما من الأجيال الجديدة.
وقال 'الفلسطينيون شاهدوا أنفسهم في هذا العمل، فبعضهم شاهد شخصيته أو شخصية والده أو جده، وشعروا أنهم عاشوا أعمالا سابقة ثانية، وبلا شك الدراما تنشط الذاكرة، والأجيال الجديدة التي لم تمر بهذه المراحل بدا أنها ورثت ذاكرة آبائها وأجدادها، ومن هنا كانت استجاباتهم لا تقل عمن هم أكبر منهم سنا'.
السبت نوفمبر 01, 2008 6:16 pm
