الجامعات تحولت من صرح علمي وثقافي إلى فضاء ترفيهي،

اتخذ الكثير من الطلبة الجامعيين المساحات الخضراء التي خصصتها إدارة الجامعات مسرحا لمواعيدهم الغرامية، فالأخلاق تكاد تغيب لدى عدد كبير من الطلبة، وحتى لدى بعض الأساتذة أيضا، وهو ما جعل وضع الجامعة الجزائرية يزداد ترديا، بحيث أصبحت الممارسات اللاأخلاقية سلوكا شائعا، بل صارت في بعض الأماكن محل تنافس بين الطلبة· الزائر للجامعات يلاحظ أن معظم المساحات الخضراء استولى عليها العشاق الذين اتخذوها مكانا لضرب مواعيدهم الغرامية، هو حال الكثير من الجامعات التي تحولت من صرح علمي وثقافي إلى فضاء ترفيهي، حيث يقضي الطالب أوقاته في التسامر والحديث في الممرات والمساحات الخضراء ولعب القمار والدومينو وفي المواعيد الغرامية، وهذا هو هدف الكثير من الطلبة من دخولهم الجامعة بعدما أصبح التحصيل العلمي آخر اهتماماتهم خاصة وأنه أصبح متيقناً من حصوله على الشهادة حتى ولو كان بعد عدة سنوات، المهم أن يحصل عليها لينينتقل بها إلى عالم الشغل إذا وجد الفرصة أو يحيل نفسه على البطالة· لم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل تمادى الكثير من الطلاب في استهتارهم بحرمة الجامعة، حيث أصبحت الأفعال المخلة بالحياء علنية ويوميا وتحت أنظار الطلاب وحتى أعوان الأمن مما جعل سمعة الجامعة الجزائرية في الحضيض خاصة بعدما اقترنت هذه الأفعال بأحداث العنف التي عرفتها الجامعة· ولمعرفة المزيد عن واقع الجامعة اليوم، تقربنا من الطلاب من بينهم منى، طالبة سنة أولى بكلية علوم الشريعة، فأكدت أن وسائل الإعلام تناقلت فضيحة أخلاقية جرت وقائعها بمرحاض النساء بإحدى الكليات، حيث تناقل بعض الطلبة على هواتفهم المحمولة فيديو يظهر بالصوت والصورة اختلاء طالب بزميلته في المرحاض، كما أوضح صورة المنظفة التي كانت تقوم بحراستهما من أعين المراقبين، كما تطرقت إلى الفضيحة التي عرفتها قبل أسابيع وكان بطلها عون أمن بالكلية ثبت أنه قام بتسهيل وتشجيع الفعل المخل بالحياء، من خلال سماحه بدخول شخص غريب عن الجامعة والاختلاء بطالبة جامعية في مكتب خاص بأعوان الأمن لممارسة الفاحشة معها· “حكيم” طالب بكلية الحقوق أكد أن الممارسات غير الأخلاقية أصبحت في نظرة القائمين على الجامعة وحتى الطلبة من “الأمور العادية”، والسبب في ذلك هو إهمال وتسيُّب الإدارة من جهة والطريقة التي ينتهجها بعض الأساتذة في معاملة الطالب، حيث ترضخ طالباتٌ عديدات لنزوات الأستاذ حتى يحصلن على العلامة· حكيم في سياق حديثه أشار أن المساحات الخضراء الجامعية التي أُنشئت لتكون متنفسا للطالب من المحاضرات والأعمال التطبيقية احتكرها بعض الطلاب لمواعدة صديقاتهم مما يزعج بقية الطلبة، كما أنه من غير الممكن الإبلاغ عن هذه التجاوزات تفاديا للوقوع في مشاكل سواء مع الإدراة أو فئة الطلاب تلك· هذا الوضع الذي آلت إليه الجامعة اليوم لم يأت من فراغ بل أسبابه متعددة ولا يمكن حصرها أهمها الشرخ الذي حدث في المجتمع بسبب تكنولوجيا المعلومات والتقليد الأعمى للغرب، لكن لابد من الجهات المعنية الوقوف على هذا الوضع واتخاذ حلول سريعة قبل أن تنفلت الأمور ويصعب التحكم في زمامها·